تاريخ عدن

12 نوفمبر, 2022 03:48:36 ص

تاريخ الامام الشيخ ابوبكر بن عبدالله العيدروس مؤسس عدن
(مــــــــــــنذ نــــــــــــحو ســـــــــتمائة ســــــــنة خــــــــلت)


عدن تلك المدينة العظيمة التي تقصاها كثيراً من المؤرخين والمهتمين بعراقة أهالها و ازدهارها ونسيجها الاجتماعي على امتداد المراحل التاريخية و ارتباطها بتاريخ مناصب عدن .

ارتبط تاريخ السادة الشيوخ ال العيدروس  بتاريخ تأسيس مدينة عدن العريقة منذ أن تبناها الأمام القطب الحبيب النسيب الشيخ/ أبوبكر (العدني ) بن عبدالله العيدروس  "طيب الله ثراء" الذي ارسى دعائمها و معالمها الأساسية وهيأ عوامل ازدهارها من خلال أعماله الجليلة التي كان لها عظيم الأثر في الحياة الاجتماعية وغيرها من الجوانب المختلفة ، ومنذ وفاة الإمام الشيخ /أبي بكر بن عبدالله العيدروس، الذي التصق به عدة القاب من بينها لقب "العدني" نسبة الى عدن كانت كمدينة لاتذكر الا يذكر معها العيدروس الذي احتل مكانة شعبية و رسمية واسعة خاصه ، ومقام آل العيدروس يعلو ويرتفع ويبرز في مرتبة النيابة عن مظهر السادة بني هاشم، ومن المعلوم أن مقام آل العيدروس بعدن ظل شامخاً شموخ الجبال على مر القرون ، وكان لهذا المقام الدور الفاعل في كافة الأحداث التي شهدتها عدن منذ القرن التاسع والعاشر حتى عصرنا الحاضر.


السيرة التاريخية لـ ال العيدروس 

إذا ما أردنا ان نضع هنا أو نتحدث عن النبذة التاريخية لـ ال العيدروس (مناصب عدن ) ، فإنه لابد من الإشارة إلى سرد تاريخ السادة الشيوخ آل العيدروس خلال الحقبة الممتدة ما بين العصرين الوسيط والحديث ، الذين ينتمون الى أصول عربية كبيرة وعريقة نسبة إلى قبيلة بني هاشم (آل البيت) ، و يمتد نسب ال العيدروس (الهاشميون) إلى نسب الإمام الشيخ / أبوبكر بن عبد الله العيدروس ، الملقب بـ "العدني" الهاشمي ، مؤسس مدينة عدن ، والذي تنبع جذوره الطاهرة من أطهر نسب خلقه الله عزّ وجل على الأرض وهو نسب محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
لذلك فإننا سنسرد هنا تاريخ شيوخ آل العيدروس وتحديداً تاريخ جدهم الإمام الشيخ أبوبكر بن عبدالله العيدروس وذلك وفقاً لما هو وارد ادناه .

نسبه :هو السيد النسيب الشريف الإمام الشيخ / أبوبكر بن عبد الله العيدروس بن أبي بكر السكران ابن الشيخ عبد الرحمن السقاف ابن الشيخ
محمد مولى الدويلة ، ويمتد نسبه إلى الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين السبط ابن الإمام الغالب علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والده كان زعيم العلويين ( الهاشميين ) و حجتهم و إمامهم في عصره ، ولد بتريم سنة 811 هـ وحفظ القرآن العظيم و استوعب علوم عصره و مصره ، بما شهد له به الخاص والعام لقبه والده بالعيدروس توفي عنه والده وهو ابن عشر سنين فقام بتربيته عمه ثم ربطه بجملة من أكبر شيوخ عصره فأخذ العلوم وتبخر فيها .

 
ميلاده ونشأته: ولد بمدينة تريم (حضرموت) في (852 هجرية / 1448 ميلادية)، حفظ القرآن الكريم صغيراً وتعلم بمدينة تريم على يد كوكبة من أكابر علماء وفقهاء المدينة في ذلك العصر ، حتى أصبح شيخاً ملماً بالعلوم والمعارف الدينية إقامته وترحاله عاش في حضرموت منذ ولادته ، متدرجاً في السلوك و العلم و الاستفادة والقيام بمظاهر والده الإمام الشيخ "العيدروس" بعد وفاته ، وصار يتعهد السفر إلى أجزاء من حضرموت منها الشحر ودوعن ثمّ تجوَّل زائراً إلى زبيد وبيت الفقيه وحج البيت الحرام (مرتين) وعند عودته في الحجة الأخيرة زار ميناء زيلع . حالياً في الصومال ثم رحل على الحديدة فتعز ولحج .
مآثره : اشتهر "العيدروس" بالكرامات الظاهرة والبركات الزاهية الطاهرة وأصبح له كثير من المريدين و التلاميذ وطلاب العلم و ذاع صيته في بقاع شتى من العالم الإسلامي ، وللإمام الشيخ "العيدروس" كثير من المآثر و المكارم منها ما يتعلق بالإصلاح الاجتماعي على مستوى الأفراد و الفئات المتنازعة في عهده .
صفاته: كان الإمام الشيخ / أبو بكر العيدروس جواداً كريم اليد و بالأخص للفقراء والمحتاجين ، و أول من لقب "بالعيدروس" من أهله هو والده "عبد الله" و اللفظة تعني "عتروس" وهي اسم من أسماء الأسد .وقد أنعكست هذه الصفات على السادة الشيوخ المناصب من بعد وفاته في 14 من شهر شوال سنة (914 هجرية / 1508 ميلادية) ، ومنهم الشيخ زين بن حسن العيدروس ، الذي تطبع بطباع جده وصفاته ، رحمة الله عليهم أجمعين .

ومن الجوانب التاريخية للسادة الشيوخ آل العيدروس بعد وفاة جدهم الإمام الشيخ أبوبكر العيدروس تلك المناسبة السنوية التي حرص على اقامتها ابناء مدينة عدن وتخليدها هي ما أطلق عليها بـ "الزيارة السنوية" لولي الله الصالح العيدروس وهي يوم دخوله إلى عدن من كل عام بإقامة الزيارة السنوية للعيدروس لا كما يعتقد البعض إنها حول وفاته ، حيث كان على مر التاريخ وحتى يومنا هذا يحرص الكثيرون على حضورها والمشاركة فيها لزيارة ضريح ولي الله الصالح الإمام العيدروس قادمين من مختلف مناطق ومدن عدن والدول المجاورة لها ومن القرن الأفريقي كذلك .


الدور الوطني لـ آل العيدروس عام1513م 

قبل أن نتطرق الى الدور الوطني للسادة الشيوخ آل العيدروس لابد من الإشارة والحديث عن الغزو البرتغالي لعدن عام1513م ، ذلك حيث ان الإمام الشيخ أبوبكر بن عبدالله العيدروس كان له الدور الأبرز في حماية عدن من الغزوات مستخدماً بذلك نفوذه وشخصيته القوية وعلاقته الحميمة مع آل طاهر .
وقد ورد ذلك في كتاب "تاريخ الشحر" للطيب الفقيه ونقله "حمزة لقمان" في كتاب "تاريخ الجزر اليمنية" وكذلك حسن شهاب في "أضواء على تاريخ اليمن البحري" . وكما اشار "كتاب تاريخ حضرموت" بأن السلطان عامر بن عبدالوهاب كان على مودة كبيرة وصله اكيدة بالأمام الكبير الشيخ أبي بكر عبدالله العيدروس صاحب المشهد المعروف بمدينة عدن ، واشار الكتاب ايضاً بان عامر كان لا يخالف الشيخ العيدروس في أمر ولا نهي ؛ أدت هذه العلاقة الى تقوية صفوف المقاتلين في التصدي للغزو البرتغالي الذي فشل في عام 1513م في غزوه لعدن ، إلا أن البرتغاليين استمروا في وضع خططهم واطماعهم في غزو عدن مرة اخرى وذلك في عام 1517م بالحيلة والمكر.
لقد أحب الشيخ أبوبكر العيدروس البقاء في مدينة عدن ، فبدأ بتأسيس صرحا تاريخيا اسلامياً يشهد عليه التاريخ واقام مسجده فيها الدي يعد دلك المسجد رمزا للمدينة ، فأصبحت عدن هي مدينة العيدروس و العيدروس هو حامي المدينة وراعيها والمدافع عنها وعن اهلها . الذين احبوا تقياه وورعه وتوسعه وتبحره في علوم الدين والفقه واصوله والحديث . وبعد ان صعدت روحه الطاهرة الى باريها عام 914 هـ ، خلف ورائه سلالة كريمة واصلت اداء الرسالة التي بدأها ولي الله الصالح العيدروس ، وقد توارثت هذه السلالة الكريمة عن جدها مكارم الاخلاق وحب الناس وخدمة الاسلام والمسلمين وحماية المدينة والدفاع عنها، واستمر الاحفاد واحفاد الاحفاد في اداء هذا الدور على طريق الخير والمساعدة .
منذ وفاة الأمام الشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس ومقام آل العيدروس يعلو ويرتفع ويبرز في مرتبة النيابةعن مظهر السادة الشيوخ الهاشميين (ال البيت) ومن المعلوم أن مقام العيدروس بعدن ظل شامخاً شموخ الجبال على مر القرون وكان لهذا المقام الدور الفاعل في كافة الأحداث التي شهدتها عدن من القرون التاسع والعاشر حتى عصرنا هذا.


الدور الوطني لـ آل العيدروس (من 1838 حتى 1967م)

أستمرت الأدوار الوطنية للسادة الشيوخ آل العيدروس بعد وفاة الإمام الشيخ أبوبكر العيدروس ، وقد حملوا من بعده لواء الدفاع عن عدن وأهلها حتى كانت فترة بدء الهجوم على عدن من قبل الإستعمار البريطاني في 1839م ، لكن قبل ذلك بعامين وتحديداً في 1837م كانت بريطانيا تبحث عن مبررات لغزو عدن ومنها تلك الحادثة لجنوح السفينة البريطانية "داريا دولت" أمام ساحل صيرة التي كان على متنها عدد كبير من الحجاج المسلمين الذين تعرضوا لمضايقات ونهب اثناء رحلتهم وأصيب بعضهم بالعياء الشديد ، وقد سارع الشيخ علوي بن زين العيدروس كعادته لغوثهم وحمايتهم وتقديم المأوى والمآكل والملبس لهم .

وبعد هذه الحادثة توالت محاولات الكابتن هنس لضرب عدن ، إلا أن الشيخ علوي بن زين العيدروس الذي كان منصب عدن آنذاك كان يتدخل بقوة لإقناعه بإيقاف الضرب لحماية الأهالي ، كما ذكر ذلك الباحث والعالم العربي د. الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة في كتابه الذي تحصل بموجبه على شهادة الدكتوراه ، انه في تاريخ 7 يناير 1839 ، وصلت السفينة الحربية البريطانية ( كوت ) وصعد اليها وفد مفوض من اهالي مدينة عدن برئاسة منصب عدن الشيخ علوي بن زين العيدروس وابنه الشيخ زين بن علوي العيدروس وعقدوا اجتماع مع القبطان هينس لمصلحة مدينة عدن ، وكما اشار كتاب "الصراع الدولي على عدن والدور المصري" بان الشيخ زين العيدروس الذي ينسب اليه دور هام ومشهود في تخفيف وطأة الحصار وفتح مسار المفوضات لتخفيف حدة المواجه في مدينة عدن.
وقد واصل ال العيدروس (الهاشميون) في لعب دورهم المؤثر في مدينة عدن ، حيث تشير الكتب والمراجع بان ال العيدروس أسرة فائقة الشهرة العلمية و السياسية و الاجتماعية ، وحضورهم المميز بمقدمة الاجتماعات والاحتفالات الملكية و القومية واللقاءات السياسية ، ولهم الدور البارز في البدايات الأولى لتأسيس الإدارة المدنية في عدن منها المجال القضائي و التعليمي و الصحي وغيرها.

أستمر الدور الوطني للسادة الشيوخ آل العيدروس بعد حكم بريطانيا لعدن ، وسعى السادة الشيوخ المناصب للحفاظ على إستمرار الحياة الإجتماعية وتجنيب المدينة الكثير من المشكلات وقد استمر ذلك لسنوات طويلة إبان الحكم البريطاني لعدن ، ما جعل كثير من الصحف البريطانية ومنها الصحيفة الملكية الرسمية للتاج البريطاني و المؤرخة بتاريخ 2/ JANVARY  1956 تؤكد في تقاريرها بأن السيد النسيب الشيخ زين بن حسن العيدروس متبني خدمة مدينة عدن وشعبها ، وكما نشرت ايضاً  في تاريخ 1/ st JANARY 1964 بأن الشيخ أبوبكر العيدروس هو منصب عدن والحاكم الشرعي للبلاد في إشارة تؤكد أن عدن وتاريخ عدن مرتبط ارتباطا وثيقاً بالإمام الشيخ أبوبكر العيدروس ( الهاشمي) .


المناصب الأكارم ( مناصب عدن ) الذين تبوأوا الاعتناء بمقام العيدروس 

منذ وفاة الشيخ / ابوبكر بن عبدالله العيدروس بعدن في شوال 913هـ ومقامه معمور، ومسجده ودروسه وكافة مصالح مظهر ( ال البيت ) بني هاشم على أفضل الوجوه .  وقد تبوأ هذا المقام الكبير من بعد الإمام العدني عدد من الأبناء والأحفاد وهم:
1- الشيخ أحمد المساوى بن أبي بكر العيدروس ، توفي بمكة عام 922 هـ (1447م(

2- الشيخ محمد بن عبدالله بن أبي بكر العيدروس، توفي بمكة عام 978 هـ (1503م)

3- الشيخ عمر بن عبدالله بن أبي بكر العيدروس، توفي بعدن عام 1000هـ (1525م)

4- الشيخ محمد بن عمر بن عبدالله بن أبي بكر العيدروس، توفي بعدن.

5- الشيخ أحمد بن عمر بن عبدالله العيدروس، توفي بعدن.

6- الشيخ محمد بن أحمد بن عمر بن عبدالله العيدروس، توفي بعدن.

7- الشيخ علوي بن زين بن محمد العيدروس، توفي بعدن.

8- الشيخ زين بن علوي بن زين بن أبي بكر العيدروس، توفي بعدن.

9- الشيخ علوي بن زين بن علوي بن زين بن عبدالله العيدروس، توفي بعدن.

10- الشيخ زين بن علوي بن زين بن علوي بن زين العيدروس، توفي بعدن.

11- الشيخ عيدروس بن زين بن علوي العيدروس، تولى المقام من 1902م حتى وفاته (1927(

12- الشيخ شمس العلماء عبدالله بن عيدروس بن زين العيدروس، تولى المقام من (1927م-1948م(

13- الشيخ زين بن حسن بن عيدروس العيدروس، تولى المقام من (1948م- مايو 1960م(

14- الشيخ أبوبكر بن عبدالله بن عيدروس بن زين العيدروس، تولى المقام (1960م- 1966م(

15- الشيخ عبدالله بن عيدروس بن زين العيدروس، تولى المقام (1966م-1972م(

16- الشيخ مصطفى بن زين بن حسن بن عيدروس بن زين بن علوي بن زين العيدروس، ”حفظة الله ” تولى المقام عام 1972م حتى يومنا هذا.