تاريخ عدن - للشيخ زين بن حسن العيدروس

السيرة الذاتية


1303 هــ/ 1885م - 1379هــ / 1960م

 

ولد الشيخ زين بن حسن العيدروس في عام 1303 هـ الموافق 1880م ، في عدن ، في كنف أسرة ( هاشمية )عدنية عريقة وكبيرة تنحدر من أصول عربية عريقة تنتسب إلى قبيلة بني هاشم (آل البيت) و يمتد نسب ال العيدروس ( الهاشميون ) إلى نسب ولي الله الإمام الشيخ / أبوبكر بن عبد الله العيدروس ، الملقب بـ "العدني" الهاشمي ، مؤسس مدينة عدن ، والذي تنبع جذوره الطاهرة من أطهر نسب خلقه الله عزّ وجل على الأرض وهو نسب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم

 

 

 هو منصب عدن حفيد مؤسس عدن ، يعد من ابرز شخصيات مدينة عدن لما له من مكانة خاصة عند كل الأهالي ، الأمر الذي ساعد على أن ذاع صيته في تلك الحقبة ، ما جعل الوالي البريطاني يستشيره في كثير من الأمور المتصلة بالجوانب الإجتماعية وكذا الجوانب الإدارية لعدن ، وما يتصل بتعيينات الوزراء وكبار المسؤولين في عدن ، وقد حضي الشيخ زين العيدروس باحترام الوالي البريطاني لعدن ، مما حدى بالأخير الى تفويضه في كثير من الأعمال المتعلقة بالمواطنين ، فكان الشيخ زين العيدروس هو من يقوم بتوزيع ومنح الأراضي الزراعية والسكنية والتجارية لأهالي عدن .

 

 

لقد عُرف الشيخ زين بن حسن العيدروس بشخصيته القوية المحببة في عدن ، فكانت حكومة التاج البريطانية ممثلة  بالوالي البريطاني في عدن توجه له الدعوة في جميع الاجتماعات واللقاءات السياسية الخاصة بشؤون عدن ، كما كان والي عدن يحرص على دعوته لحضور كافة المناسبات والاحتفالات الرسمية .

 

 

ولد الشيخ زين بن حسن العيدروس في حي شعبي معروف بحي العيدروس العريق بمدينة عدن / كريتر ، وقد سُمي هذا الحي بهذا الاسم نسبة الى الإمام الشيخ أبوبكر بن عبدالله العيدروس  " طيب الله ثراه " وهو رمز للشيوخ في عدن .

 

والشيخ زين بن حسن العيدروس هو من نسل السيد الحبيب النسيب القطب الإمام الشيخ أبي بكر بن عبدالله العيدروس ( الهاشمي )

 

 نهل الشيخ زين بن حسن جرعات مشبعة من العين العلمي لعمه الحبيب النسيب الشيخ عبدالله بن عيدروس بن زين العيدروس كبار شيوخ وعلماء عصره الملقب بــ (( شمس العلماء )) .

 

حياته :

كرس الشيخ زين بن حسن العيدروس حياته في العلم لاسيما انه ينتسب من اعرق أسرة (آل البيت) في مدينة عدن حيث تعلم القرآن و أصول الدين .أتقن اللغة الإنجليزية كتابة ونطقا ومحادثة ، من خلال دروس خاصة تلقاها على يد السير/ شارب مدير المجلس الثقافي في عدن .

 

صفاته :

عُرف عنه تواضعه الشديد مع البسطاء وصبره في حل المشاكل والخلافات المجتمعية بكل ما يملكه من قدرات وجاه ، كان قليل الكلام حاد القسمات بشوشا غير متصنع ، يطيل الإستماع الى ما يقوله الأخرون ، مجبولا على حب الناس ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم .

 

نشاطه ومناقبه:

تضاعفت أعباؤه بعد وفاة أخيه الحبيب النسيب الشيخ عيدروس بن حسن العيدروس ،وتفرغ لمهام أخرى تقع في صلب مصالح المجتمع ، كما عمل على حل الخلافات الاجتماعية بين السكان وحل الخلافات الناشئة بين الحكومة والنقابات بحنكة ودهاء في خمسينات القرن الماضي ، وكان يساعد الى حد كبير في تقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول والتدابير والمعالجات لكل القضايا التي كانت تشكل في تلك الفترة عائقاً في الحياة الاجتماعية بعدن ، ما جعل الرجل يحظى بمكانة رفيعة وحب واحترام وتقدير الجميع .

 

كما ساهم الحبيب النسيب الشيخ زين العيدروس في كثير من النشاطات الإجتماعية في مدينة عدن ، ومنها شروعه في تأسيس جمعية عدن الخيرية التي كان أول رئيس لها ، وعمل على إغاثة الفقراء والمنكوبين وإعانة فقراء الطلاب من خلال هذه الجمعية الى جانب كثير من المشاريع الخيرية التي جعلت من هذه الجمعية رمزاً لأفعال الخير وتقديم الدعم والمساعدة لكل الأسر المحتاجة، واستمر في أعمال الخير التي جُبل عليها دون كلل ، ويطمح دائماً وابداً الى أن تكلل أعمال الخير بالنجاح دون عقبات وصعوبات حتى وأن كلفه ذلك صحته ووقته وماله الشخصي .

 

ولما كان كل عمل ناجح يواجه كثير من المشكلات ، فقد عمل الشيخ زين العيدروس على رأب الصدع داخل جمعية عدن الخيرية وبين اعضاءها وحلها بما يمكنها من الإستمرار في عملها الخيري دون اي عقبات .

 

لم يتوانى الشيخ زين خلال فترة بقاءه في الجمعية على تنمية المجتمع ورفع مستوى التعليم ومحاربة الجهل والأمية، وإعانة الأسر الفقيرة، وكدا تقديم المساعدات للأسر محدودي الدخل وغيرها من الإصلاحات الاجتماعية.

 

وتكريما له وعرفاناً من الأهالي لدوره فقد سميت مدرسة في عدن ، لما قام به الحبيب النسيب الشيخ زين بن حسن العيدروس (منصب عدن) من إسهامات كثيرة في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكذا الصحية .

 

وفاته

توفي الشيخ زين بن حسن العيدروس في 1379 هـ الموافق 1960م ، في مدينة عدن ، بعد حياة حافلة بالعطاء وخدمة العلم والعلماء ومشوار زاخر بالأعمال الوطنية والاجتماعية المليئة بالإنجازات التي لازال صداها وتأثيرها الإيجابي في المجتمع العدني حتى يومنا هذا .

 

رحم الله شيخنا وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه ........ آمين